أميركا الرئيس الأسد يجب أن يكون حاضراً
د.نسيب حطيط
تراجعت أميركا عن شعار إسقاط الرئيس الأسد وبدلاً من لا مكان للأسد في سوريا ... صرحت أميركا بتغريدة سياسية لحلفائها والمعارضة وقالت بحزم "يجب أن يكون حاضرا على طاولة المفاوضات " !!
أمر عمليات أميركي لما يسمى المعارضة السورية ولرعاتهم ،بأن الحل السياسي هو الطريقة الوحيدة للحل في سوريا وأن جسر العبور يتمثل ببقاء وحضور الرئيس الأسد على طاولة المفاوضات والأكثر مرارة للأميركيين بأنهم أكرهوا على الإعتراف بالأسد مع أنهم لا يعترفون بشرعيته!
لقد فرض الشعب السوري شرعية الرئيس الأسد بالإنتخابات واستطاع الجيش السوري وحلفائه أن يفرضوا قرارهم ضد مشروع الشرق الأوسط الجديد وبدأ المحور الأميركي بالتفسخ والإنهيار وحصاد ما زرعه من قتل في سوريا وبدأ الإرهاب يغزو ساحات أوروبا والخليج وتركيا وعندما وصلت النار... اعترفوا بالإسد والمرحلة اللاحقة التحالف معه ضد الإرهاب.
هل ستفتح أميركا أبواب دمشق أمام أتباعها الخليجيين والأوروبيين لعودة سفاراتهم ومسؤليهم الأمنيين للإستفادة من كنز المعلومات الأمنية في سوريا من أسماء الخلايا الإرهابية لمحاولة إنقاذ ساحاتهم من الإرهاب الذي بدأت قوافله بالوصول وحطت رحالها في باريس !!
هل ستبادر الحكومة اللبنانية لإعادة التنسيق مع سوريا بالمسائل الأمنية والإنسانية (النازحين) بعدما أعلنت أميركا وجوب حضور الأسد مما يستدعي وجوب تغيير مواقف الدول التابعة وهل بدأت الحرب الدولية ضد الإرهاب لحماية أوروبا وأميركا والعمل على إبقاء التكفيريين في منطقتنا وبلادنا للقضاء عليهم وإستنزاف محور المقاومة ؟
لقد بدأت مصر بأخذ دورها الإقليمي وبادرت لدعوة المعارضة السورية للتنسيق بينها ، بعدما بادرت روسيا لدعوة المعارضة والنظام لمؤتمر (موسكو1) لدفع عجلة الحل السياسي في سوريا بالتلازم مع المفاوضات بين إيران والـ 5 + 1 لأنهما مترابطان على مستوى دور إيران وروسيا بالمنطقة والشراكة مع أميركا وإبعاد أوروبا عن المحاصصة السياسية والإقتصادية في المنطقة وتحميلها وزر العقوبات الإقتصادية على روسيا وإيران وسوريا ومنعها من أي ربح سياسي أو إقتصادي وإغراقها بالخوف من الإرهاب.
ما هو موقف الخائبين من الموقف الأميركي الجديد... وبماذا ستتصرف قوى 14 آذار في لبنان بعدما راهنت على سقوط الرئيس الأسد وها هي تصاب بالخيبة والصدمة كما أصيبت بالخيبة والذهول بعد إنتصار المقاومة في حرب تموز 2006 وسقطت رهاناتها على العدوان الإسرائيلي لهزيمة المقاومة إستكمالاً لإنسحاب الجيش السوري من لبنان.
ألا يتعلم حلفاء أميركا وأدواتها ،بأن النهج الأميركي يهدف لحفظ مصالح أميركا ولا يهتم بأدواته ويتركها لمصيرها على أرصفة الذل والضياع ،منذ حرب فيتنام وتركه لعملائه إلى أفغانستان إلى العراق إلى مبارك إلى زين العابدين بن علي إلى القذافي.... تماماً كما تصرفت إسرائيل مع عملائها من جيش لحد أو عملائها المنفردين ومع ذلك ،فإن الأدوات لا تستيقظ حتى لو أيقظتهم أميركا من غفوتهم وأحلامهم البائسة.
ستنتصر سوريا والمقاومة... والتكفيريون ورعاتهم مهزومون لا محالة وستنصاع أدوات أميركا للقرار الأميركي لمحاربة الإرهاب لأن إستمراره يزيد من خسائر أميركا في المنطقة مع الإعتقاد الأميركي بإستحالة النصر للتكفيريين أو قدرتهم على تغيير الأنظمة وستتخلى أميركا عنهم كما تخلت عن الأخوان المسلمين بعد فشل مشروعهم.
نداؤنا لأخوتنا في المواطنة أن لا تكرروا رهاناتكم الخاطئة وغير الوطنية منذ الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 والذي شاركت فيه بعض القوى اللبنانية وثم الرهان علىى المحكمة الدولية وإنسحاب الجيش السوري ثم الرهان على التكفيريين لإسقاط النظام.. حتى فاجأتكم أميركا بوجوب الإستدارة والتراجع إلى الخلف دون سابق إنذار ودون حق في النقاش أو الإعتراض ،بل بوجوب التنفيذ كعبيد وليس كشركاء ... إنني أشفق عليهم وأدعو لهم بالعودة إلى ذاتهم وكراماتهم وحفظ وطنهم... الملجأ الوحيد لهم فحتى أوروبا ليست آمنة فلن تنفعهم جنسياتهم المزدوجة وجوازاتهم الأجنبية.